نساء منّا وفينا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الملف الأزرق

3 مشترك

اذهب الى الأسفل

الملف الأزرق Empty الملف الأزرق

مُساهمة من طرف emy salah الثلاثاء أكتوبر 23 2012, 19:19


قبل عدة سنوات... و في يوم من الأيام
كانت جالسة بقربي في الحديقة العامة ، فتاة في العشرينيات من عمرها ... كنت حينها أتحدث على الموبايل و عندما انهيت المكالمة التفت إلى شمالي و إذا بتلك الفتاة قد غادرت المكان و تركت ملفا ازرق اللون مكانها أو بالأحرى نسيته
تفحصت الملف فوجدت أنه يحتوي على أوراق كثيرة ، شهادة الميلاد و نسخة جواز السفر و أوراق تحمل خاتم السفارة البريطانية ... يا للكارثة !! لابد ان هذه الأوراق مهة جدا بالنسبة لتلك الفتاة و لكنني لا أعرف من تكون ؟؟
بحثت في تلك الأوراق علني أجد عنوانا يقودني إليها و لحسن الحظ وجدته ... و فعلا ذهبت مسرعة إلى مقر سكنها الذي لم يكن يبعد عن الحديقة العامة إلا بحوالي 3 كيلومتر، قرعت جرس الباب فخرجت الفتاة و قالت : أهلا هل من خدمة ؟ سألتها عما إذا كانت هي الفتاة التي كانت بالحديقة قبل ساعتين فردت بالإيجاب ، و بمجرد أن أعطيتها الملف حتى طارت من الفرح و قالت : أشكرك كثيرا لقد كنت أعتقد أن كل جهودي قد ضاعت سدا بعدما فقدت الملف ... أرجوك تفضلي لنشرب كأسا من الشاي . فقلت : لا .. لا داعي لذلك ، كان ذالك من واجبي ، ثم انصرفت
لم أدري لماذا توقف دماغي عن التفكيرعندما فتحت الباب و رأيتها ... لم تكن فتاة عادية على الإطلاق ، أحسست بأن هناك شيء يميزها عن الآخرين رغم أنني لم أعرفها من قبل ، كان شعرها الأسود الحريري القصير منسدلا على وجهها و عينيها الرماديتين مرسومتين بخط أسود رفيع .. لا.. لم يكن السبب هو جمالها فقط، كان شيئا أكبر و أعمق من ذالك . كما أخبرني حدسي الذي لا يخطء إلا ناذرا أنها مميزة ، قررت في طريق العودة أن أشغل نفسي بالتفكير في شيء آخر و أطوي تلك الصفحة
بعد أسبوع ... و بينما أنا في أحد المحال التجارية التقيتها بالصدفة ، أحسست بقلبي يخفق بشدة و أوصالي ترتجف، خالجني شعور بالفرح يشوبه ارتباك بشكل مفاجئ ، حاولت تمالك نفسي و رسمت على وجهي ابتسامة صغيرة ثم سلمت عليها و بسرعة أخذنا على بعضنا... قبل أن نفترق اتفقنا على أن نلتقي في معرض الكتاب الذي كان يقام في مدينتنا آنذاك
لم أستطع أن أفكر في شيء غير ذالك اليوم الذي سنلتقي فيه ، و لم أدري لماذا انتابني إعجاب وانجذاب قويين اتجاهها، لابد انني فقدت صوابي !! مرت الساعات كالسنوات و أخيرا حان الوقت .. فكرت في البداية أن أذهب باكرا لكن قلت في نفسي علي أن لا أتسرع وأن لا أظهر أي تهور فحاولت أن أتصرف بطريقة عادية
أحببت أن أناديها بإسم مي ؛ التقينا بالمعرض و تحدثنا كثيرا عن الفن و الأدب و السياسة و العلوم ، كانت هي أيضا تدرس بالكلية كانت تلك السنة سنة تخرجها ، ذهبنا إلى الكافيه فور مغادرتنا المعرض و تعرفت إليها أكثر طبعا بشكل غير كاف لأنني أحببت أن أعرف عنها المزيد . بعدها كثرت لقاءاتنا كنا نفعل كل شيء معا : ندرس معا و نخرج معا ، نتسكع في الأزقة معا، نتناقش في الأمور التافهة و الجادة ، رغم أن شخصية كل واحدة منا كانت مختلفة عن الأخرى و ذالك ما أضفى على علاقتنا طابعا مميز
كنت عندما أراها و أتحدث إليها أنسى العالم بأسره ، نعم أحببتها بصدق و إخلاص و كنت مستعدة للتضحية من أجلها بأي شيء ، ذالك ما جعلني أتجنب – بطريقة لائقة – أن تضمني إلي ذراعيها أو تقبلني لأنها ستفعل ذالك بنية صافية لكنني لم أسمح لنفسي أن أخون ثقتها بي خصوصا انها لا تعرف حقيقة مشاعري اتجاهها ... عندما تحب إنسانا بصدق لا لأجل غرض مؤقت فإنك لا تحتاج ان يراقبك أي شخص لكي لا تخونه أو تخون ثقته بك ، فإخلاصك له حينها يكون نابع من قناعات ذاتية ، رغم أنني كنت في أشد الحاجة لأضمها إلي و أحس بالأمان الذي لم أحسه من قبل
كلما فارقتها أحسست بوحشة قاتلة رغم وجود العديد من الناس حولي ... لم أبحث في يوم من الأيام عن امرأة تجعل سريري دافىء بل عن امرأة تمنع تسرب البرد لداخلي و شعوري بالوحدة ، كانت هي تلك المرأة .. أروع من أن توصف ، كانت ذكية جدا ، مثقفة و لبقة في تعاملها و كانت تفهمني قبل أن أتكلم ، كنت أضحك معها من كل قلبي و أبكي من كل قلبي و معها كنت "أنا" بمعنى الكلمة.
الشيء الوحيد الذي كان يؤرقني هو أنها لا تعرف أنني أحبها بجنون ، حاولت كم من مرة أن أصارحها بحقيقة مشاعري لكني لم أمتلك الشجاعة الكافية . لم أكن أخاف من شيء أكثر من أن أفقدها إذا اكتشفت الحقيقة ، كنت سعيدة بها و تعيسة في نفس الوقت ، تعلقت بها أكثر مما ينبغي رغم علمي بأن المجتمع لا يرحم و ربما تكون هي من ذالك المجتمع
بعد مرور عشرة أشهر على معرفتي بها ، وأنا جالسة في غرفتي أستمع للرائعة فيروز و أتحسر على نفسي قررت و بدون تراجع أن أصارحها بحبي لها و ليكن ما يكن ، خرجت بدون أن أفكر لأنني إذا فكرت سأتراجع و ذهبت فورا إلى منزلها
لم أصدق مارأيت بيعيني !!! لماذا تحزم حقائبها ؟؟
قالت : ها ! جئت في وقتك كنت سأتصل بك لأني أردت أن أودعك قبل أن أسافر
قلت : تسافرين ! إلى أين ؟؟
فردت و الفرحة تغمر عينيها : إلى لندن ، لقد أحضر لي عمي مساء أمس كل الأوراق اللازمة و جواز السفر لأكمل دراستي هناك
الملف ! نعم الملف ، الذي أعطيتها إيَاه ... ياليتني لم أفعل ،، ما هذا ؟ لماذا أنا أنانية لهذه الدرجة ؟؟ إنني أحبها في جميع الأحوال ، لم أعرف هل أضحك أم أبكي ، طبعا عانقتها و أعربت لها عن فرحي لأجلها
قالت : هيا ساعديني في حزم حقائبي .. كان جسمي يتحرك بصفة متناقضة مع أحاسيسي في تلك اللحظة و لم أستوعب حجم الصدمة التي تلقيتها ... كنت أتمنى حينها أن أمتلك الجرأة الكافية لمصارحتها أو منعها من السفر او أي شيء
أخرجنا الحقائب إلى السيارة التي كانت ستقلها إلى المطار، وقفت أمامي و قالت : سأشتاق لك كثيرا ، قلت لها أنني جئت كي أقول لها شيئا ما ... فابتسمت و نظرت إلى عيني مباشرة و قالت : طبعا
ساد داخلي صمت مخيف... أزحت بصري عنها و نظرت قليلا إلى الأرض ثم قلت : لقد كنت أريد أن أقول .. أنني ... أنا ... أنا أ ... أتمنى لك رحلة موفقة ،،،،،،، ودعتني و هي تمسك بيدي لآخر مرة و ركبت السيارة ... وقفت بلا حراك و أنا أرى السيارة تبتعد شيئا فشيئا و بدأت الدموع تفضح عيني بدون إذن مني ، بكت عيناي و بكى قلبي من شدة الفراق('Sad')
emy salah
emy salah
المديرة
المديرة

عدد الرسائل : 1980
النقاط : 2022
السمعة : 0
تاريخ التسجيل : 06/10/2012
العمر : 35
المكان : مصر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الملف الأزرق Empty رد: الملف الأزرق

مُساهمة من طرف ???? الأربعاء أكتوبر 24 2012, 01:30

بسفرها انت خسرتها في مطلق الاحوال، فيا ريتك اخبرتها بحقيقة مشاعرك، على القليل كنت ارتحتي من الثورة التي تجتاح نفسك، وعرفتي رايها في الموضوع احسن من البقاء في دوامة الندم والحسرة، وتبقى كلمة يا ريت على شفافك.....

????
زائر


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الملف الأزرق Empty رد: الملف الأزرق

مُساهمة من طرف ???? الأربعاء أكتوبر 24 2012, 08:07

أأوووووو صدك شي صعبــــــــــــــــــــــــــــب....لمااااااااا لم تقول لها في لأول ولأخير هي ستبتعد عن البلاد Mad

????
زائر


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الملف الأزرق Empty رد: الملف الأزرق

مُساهمة من طرف V Butterfly الأربعاء أكتوبر 24 2012, 10:04

أعادتني هذه القصة إلى عهود الحب الأولى , مؤلم رحيل من نحب عندما نكون بأمسِّ الحاجة للبوح بسر عشقنا له,,,,لكن يبقى كتمان السر أفضل بكثير من الإصاح عنه,,,ففي هذه الحالة الإفصاح عن المشاعر أقرب بكثير إلى قتلها!
شكراً
V Butterfly
V Butterfly
المديرة
المديرة

عدد الرسائل : 5475
النقاط : 5545
السمعة : 0
تاريخ التسجيل : 02/10/2012
المكان : Everywhere

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الملف الأزرق Empty رد: الملف الأزرق

مُساهمة من طرف emy salah الأربعاء أكتوبر 24 2012, 14:20

انا من رأي كانت قالتلها كده كده هي خسرتها مش هتخسر حاجه تاني اكتر من كده
emy salah
emy salah
المديرة
المديرة

عدد الرسائل : 1980
النقاط : 2022
السمعة : 0
تاريخ التسجيل : 06/10/2012
العمر : 35
المكان : مصر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الملف الأزرق Empty رد: الملف الأزرق

مُساهمة من طرف LOUBNA COOL الأربعاء أكتوبر 24 2012, 15:47



ياريت كانت عثرت عليها دون ملفات ودون قيود
LOUBNA COOL
LOUBNA COOL
بنت الدار
بنت الدار

عدد الرسائل : 619
النقاط : 633
السمعة : 0
تاريخ التسجيل : 06/10/2012
العمر : 37
المكان : هناك مش شايف ولك o.O

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى