رســالـة خــاصـة ... لكل مثلي(ة) عربي(ة)

Aswatmag.com - شيء ما يدفعني للتوقف للحظة.. للسفر بعيدا – عبر خطوط قلمي - و لمس دواخل أناس لا أعرفهم و لا يعرفونني و لا أدري شيئا عن حدودهم الجغرافية و لا عن أسماءهم أو أشكالهم أو عاداتهم.. أناس ربما ستصلهم كلماتي هته الآن أو يوما ما..
شيء ما دفعني لأفكر أن في هذه الأثناء هناك مثليون و مثليات قد بدأوا للتو مرحلة الصراع مع الذات و اكتشافها و بدأت أشياء كثيرة و مشاعر مختلفة تطفو على سطح حياتهم.. إلى كل انسان مختلف أبعث هذه الرسالة

صديقتي التي لا أعرفها، صديقي الذي لا أعرفه

أعلم أنك تحس بأحاسيس لا تفقه كننها و لا من أين جاءت.. أنت لا تدري لماذا تحس بشيء من المفروض – في منطق مجتمعك – ألا يكون اتجاه شخصا من نفس جنسك. فأنت تتساءل دائما لماذا أنت من دون الناس هكذا؟ و ما السبب الذي يدفعك للإحساس بالراحة و الحب و الأمان و المتعة مع شخص من نفس جنسك؟
أعرف أنك ستمر بلحظات صعبة جدا.. و بمواقف محرجة مع الأقرباء و الأصدقاء و أنك – أحيانا – ستضطر لتكون في صفهم ضد نفسك و ماهيتك.

سيأتي يوم و تحاولي فيه تغيير نفسك و السقوط في متاهات مؤلمة فقط حتى تثبت لنفسك أنك لست أنت !
و ربما ستعيش حياتك كما تشاء مع من تحب لكن دائما في أعماقك أنياب أسئلة ملحة تخدشك كلما حاولت الإجابة عنها، فتفضل تجاهلها و تظل دائما عاجزا عن اتخاذ قرارات حاسمة في حياتك العاطفية.. و تخدع بذلك نفسك و تخذل من هو برفقتك.
سيأتي يوم تتمنى فيه الصراخ بأعلى صوتك و تقول "أنا هكذا... أنا مختلف!!" لكن ستمنعك أشياء و أشياء و تنزوي إلى نفسك محبطا و حزينا

أعرف أن رسالتي هته لن تنتشلك من بعض معاناتك.. و لن توقف سير الأمور بالطريقة التي ستسير عليها
لن أقول لك العن على حظك العثر الذي جعلك تعيش في مجتمعات منغلقة و غير متفهمة
لن أحس بالشفقة من أجلك و لا من أجل الأوقات الحرجة التي تمر بها الآن لأنني أدرك جيدا أنك أكبر من أن أحس بالشفقة عليك، وأتمنى ألا تتبرم من هذه المتاعب الصغيرة في حياتك لأنك في يوم ما ستتذكرها و تبتسم بامتنان قائلا " شكرا لكل تلك المعاناة التي جعلتني أكبر"
أجل، هذه المتاعب التي تعتقد أنها ضدك ستكون سببا في تكوين هويتك العاطفية بشكل قوي جدا.. و مع كل مشكلة تتجاوزها ستجعلك أقوى و أقدر على تحديد مواقفك و خياراتك في الحياة. لا تحاول أن تقلد الآخرين، أو تقيس نفسك بمقاييسهم. إعرف نفسك و كن نفسك...
لا تتجاهل الصوت النابع من داخلك، استمع إليه جيدا و كن صديق نفسك لأنها الشخص الوحيد الذي سيرافقك طوال حياتك.. لا تعذبها أكثر مما يجب باللوم و العتاب، امنحها فرصة لتكونك، لتعيشك، لتشعرك بالأمان و الرضى..

من اليوم، افتح صفحة جديدة مع دواخلك و مع إلهك... مصدر الحب و الرحمة و كل ما هو جميل
عندما تحب شخصا من نفس جنسك.. و يبادلك نفس الحب.. لا تدع مخاوفك و هواجسك تدمر ذلك الحب الجميل.. ثق بنفسك و بأن الغد أفضل، انطلق و افتح قلبك للحياة و كن أنت فقط
و أخيرا و ليس آخرا...أختم بهذه الكلمات النثرية الجميلة:
إذا لم تستطع أن تكن شجرة صنوبر في قمة التلة ، كن شجيرة في الوادي .. كن أفضل شجيرة بجانب الينبوع ، كن نبتة يانعة إن لم يقدر لك أن تكون شجيرة ، كن عشبا و اجعل الطريق زاهية
إن لم تستطيعي أن تكوني طريقا ، كون ممرا إلى النور .. إن لم تستطع أن تكون شمسا ، كن نجمة تتلألئ في السماء..
فالحجم ليس هو المقياس، فكن أفضل ما أنت عليه ، و اعزف على آلتك الصغيرة في أوركسترا الحياة ، مهما كلف الأمر و إلا فستبقى في صفوف المستمعين و المشاهدين

بقلم: صوفيا العلمي

المصدر.....مجلة اصوات
http://www.aswatmag.com/2013/01/blog-post_7128.html#.UdMMF17tLUA

No Comment

بدون تعليق

قلب..انسان كتب:
بدون تعليق

؟؟؟

يعطيك العافية على روعة طرحك
سلمت أناملك بانتظار جديدك
لروحك الياسمين والجوري
مع تحيـ ووودي ـاتي

رســالـة خــاصـة ... لكل مثلي(ة) عربي(ة) 13351002381

ما رايك دودو في هذا المقال _ ممكن نعرف وجهة نظرك Very Happy

mirali كتب:
ما رايك دودو في هذا المقال _ ممكن نعرف وجهة نظرك

انا بعترف اني مش فاهمة المقال كله منيح بس الي فهمته منه هو انه بيدعو الى التوقف عن جلد الذات حسب رأيي

رسالة غنية تدعوا الى العيش وتقبل الذات كما هي وعدم "جلدها"و"تأنيبها" لأننا باستطاعتنا أن نكون متميزين حتى تحت سقف المثلية وهذا ما ءشارت اليه الكاتبة في آخر رسالتها،،مشكورة دودو على الطرح المتميز