المرأة الحديدية الجزء الخامس

الرحمن الرحيم

غادرنا والدي وغصت من جديد في مشاكل لاحصر مع اخي ممنوع الخروج يجب ان ترتدي الحجاب ممنوع ارتداء بنطلونات الجينز يجب ان ترتدي زيا طويلا واستعرت من جديد نار الغضب والحنق تجاه معظم الرجال وذلك لانني نسيت ان اخبركم

سبب كراهيتي وحنقي على معظم الرجال

انه سبب قوي اثر على مجرى حياتي حتى الان وسأسرده عليكم حتى تشاهدوا معنى ثورتي الأزلية

فقد نسيت ان اخبركم او حاولت عدم الدخول في تفاصيل مافعله بي والدي بعد رؤيته لي وانا ممسكة الورقة

التي اخذتها من يد ذلك الشاب الذي جاء طالبا قالب من الثلج وبفعلته هذه قدمني بنفسه للموت النفسي دون ان يدري

لم اكن اعلم ان والدي موجود في المنزل لأنني لم اشاهده وفوجئت به يدخل الغرفه وينظر نحوي

وسالني ماهذه الورقة التي بيدي اجبته وانا غائبة عن الوعي انها رسالة من جارنا ولم اقراها بعد تناولها من يدي واخذا يقراها بعناية ولكم ان تتصورو حالتي ومشاعري النفسية حينها وددت لو تنشق الارض وتبتلعني لاهرب من هذا الموقف لم ينقذني من غيبوبتي سوى صوت والدي وهو يقول لي تعالي هنا وهو يشير بيده نحو طرف السرير جلست ونفذت امره بهدوء شديد ولكم ان تتصورو تزاخم الافكار السيئة التي انتابتني فتارة احس بانه سيقتلني ولن ارى امي واخوتي مجددا وتارة احس بانه سيقوم بتكسير عظامي وجعلي عبرة لمن اعتبر لكنني لم اتوقع ما طلبه مني وجعلني اكره حياتي للابد واكرهه واكره عالم الرجال لا اريد ان تذهبو بظنكم بعيد اكثر

فقد امرني بتعرية الجزء السفلي من جسدي نهائيا والاستلقاء على طرف السرير وفتح ساقاي

شعرت بالرعب والذهول في ان واحد ماذا سيفعل ولماذا وماذا فعلت لاستحق هذه المعاملة القاسية عندها اخذ يتفحصني بيديه

وكانه دكتور ليكشف ان كنت عذراء ام امراة كان صوتي صراخي الداخلي يعلو ويعلن تمرده عن هذه المعاملة الشنيعة لماذا يتلمسني ماذا فعلت ولماذا يغتصب عذرية روحي بيديه القاسيتين لقد دمر احاسيسي وقتل طفولتي واغتصب مراهقتي دون

ادنى وجه حق لقد كان جلادا قاسي القلب والمشاعر

من هو ليفعل ذلك انا ابنته لماذا لم يترك تلك المهمة لامي اذا كان قد ساوره الشك لماذا اغتال شفافيتي صدقوني كرهته من تلك اللحظة وكرهت رجال العالم اجمعين وتحولت الى انسانة تتمنى الموت لنفسها اوله

عندما انتهى من عملته السوداء جاءت والدتي واخبرها بكل شي ونزلت قائمة الممنوعات

عدم مغادرة المنزل

عدم الصعود الى سطح المنزل

التجريح والتقريع طوال الوقت والسخرية مني امام الاخرين

حل الحزن في قلبي واحسست بمشاعر طفلة تحولت الى امرة في لحظة واحدة

كانت الايام والاشهر تمر امامي بطيئة بطئ السلحفاة اختفى الفرح من داخلي واصبح الاكتئاب رفيقي الدائم

الى ان قال القدر كلمته واعلن عن بداية جديدة لحياتي

هذا ما جرى معي وكنت احاول نسيان الموضوع وفي الحقيقة لم اكن اريد فتح جرح يأبى ان يندمل حتى هذه اللحظة

رحل والدي وقررت الرحيل بدوري أيظا قررت الهروب من منزلي فلم اعد ارغب بالمزيد من الضغط الذي يمارسه اخي تجاهي وقسوته المفرطة التي لم اجد لها اي مبرر اطلاقا

تطلب مني قرار الهروب شحن كل طاقتي وشحذ كل قوايا المعنوية كان همي الأول والاخير الخروج من المنزل مهما كلفني الأمر

جلست مع نفسي اسبوعا كاملا اعد العدة لتنفيذ قراري جهزت دفتر صندوق البريد الذي احتفظ به ببعض الاموال التي سأكون بامس الحاجة اليها فقد كانت وجهتي العاصمة

ولم اجهز حقيبة فهذه ستكون وقت تنفيذ خطتي وساحمل كيس بلاستيك وليس حقيبة اضع فيه بعض غياراتي الدخليه وبنطلونين وكنزتين وحذاء رياضي يساعد حركتي

في نهاية الاسبوع انصرف شقيقي لعمله واختي الى مدرستها ووالدتي الى السوق للتبضع وشراء احتياجات المنزل اخذت حمامي على عجل ووضعت متعلقاتي في كيس بلاستيك اسود وارتديت ملابس الخروج

ونظرت حولي اودع منزلي الذي عشت فيه اودع الامي وحزني اودع ذكرياتي ومرارتي اشعر بالاسف لوصولي لهذه النتيجة الحتمية التي كان لابد منها اتجهت صوب كراج البولمان وعيناي تتلفتان حولي بقلق ورعب خوفا من اكتشاف امري فانا من محافظة صغيرة والكل يعرف الكل

اقتربت من شباك التذاكر وسئلت عن قيمة التذكرة للعاصمة

دفعت الثمن وخدمتني الضروف بوجود بولمان سيتحرك بعد ربع ساعة فقط

اخذت موقعي بجوار النافذة واسدلت الستارة خشية ان يلمحني شخصا اعرفه يسالني عن وجهتي عندها سيكتشف امري

بعد ربع ساعة تحرك البولمان وتنفست الصعداء

هاهو طريق الحرية هاهي البداية اغمضت عيناي وسرحت بتفكيري نحو المجهول