غير متوقعة .. فصل جديد

من طرف ???? الأحد يونيو 30 2013, 03:20

جميلة جدا هذه النسمات الصباحية التي تداعب شعري كالنسيم وتحرك هذا السكون
كم هي جميلة جدا دقائق الصباح العذبة وأنا بشرفة الشقة أتأمل غدو البشر إلى أرزاقهم وما قسم الله لهم

أحسست ببرودة أناملها على كتفي تداعبني وتدغدغ ب إبهامها أسفل عنقي وقبلة الصباح العذبة ترتسم على شفتينا فجلوسها بجانبي تمسك بيدي تغازلني فأرتمي بين أحضانها أهيم بذال الحنان أرتوي منه عشقا اشتم شذى عطرها وأناملها الساحرة صاعدة هابطة وتضع فنجاني القهوة برائحتها الذكية

أسندت رأسي على كتفها وأنا أنظر إلى سحر عينيها فبريقهما يخطف أبصاري فهمست لها أحبك حبا لا يعلم أسراره أحد فضحكت وأنا أحبك أيتها الناعمة الحالمة وجاءت تلك الصفعة اللطيفة وهي تقول لن تجدينا الأحلام نفعا إلا في السرير سأذهب للوظيفة وأنت رتبي الشقة وأعيدي كل شيء لمكانه وإلى وظيفتك حتى لا تتأخري
تمطيت في مقعدي فأنا أشعر بالكسل وبالرغبة بالبقاء اليوم في الشقة

سرحت بأفكاري وسأكمل لكم القصة
فاليوم معطر بذكرى صديقتي الغالية التي سافرت مع أهلها منذ شهر وأكثر صديقتي التي رويت لكم قصة تعارفنا الغير متوقعة. ب اختصار بعضا منها

فبعد الإفطار طالبت الصغيرة أختها بالوفاء بوعدها والخروج بنزهة للحديقة وقد راقت لي الفكرة كثيرا فأردت مرافقتهم . بدلت ثيابي وأخذت حقيبة يدي وانطلقنا نمسك بيديها كم هيا جميلة تلك الطفلة ولطيفة رغم أنها لم تسكت للحظة ولها مطالب كثيرة اشتريت لها شوكولا وبالونات ملونة وعصير وجلسنا نراقبها وهيا قد انسجمت مع مجموعة من الأطفال يلعبون قالت لي أنها وفي غضون أسبوع سوف تسافر هيا وأمها وأختها ل الإقامة مع والدها حيث يعمل ومن المحتمل أنها لن تعود خاصة وأن أحدهم قد طلب يدها من والدها للزواج فقلت لها مبروك سلفا وتمنيت لها حياة سعيدة برفقة من تحب .

سألتني عن حياتي وأحلامي وماذا سأفعل في المستقبل وعن صديقتي التي أقيم معها أحلامنا وأمالنا . هنا تملكتني الرغبة في الضحك قلت لها لا أحلام عندي ولا أفكر بشيء فأنا أعيش حياتي بالطريقة التي أراها مناسبة فصراحة أنا لا أحسن التصرف كثيرا وعشوائية جدا فهذه الأمور من اختصاصها هيا الأكثر حكمة مني وخبيرة بشؤون الحياة أترك لها التصرف وعند عودتها سوف تتعرفي عليها فقد جرى خلاف بسيط بيننا وهيا هجرتني لفترة بسيطة وسوف تعود بعد ثلاثة أيام ونرجع كسابق عهدنا

استغربت من كلامي وقالت عفوا لو سألتك ما هي طبيعة العلاقة بينكما أنت تتكلمي ب أسلوب لم أعتد سماعه الست راغبة بالزواج وتكوين أسرة وهيا أيضا لما تعيشان مع بعضكما

فقلت لها أنا وهيا حبيبتان مرتبطتان مع بعضنا برباط الحب المقدس وسوف نحيا مع بعضنا إلى نهاية العمر وحتى يفرقنا الموت .

نظرت إلي وكأنني من كوكب أخر والدهشة تعلوا وجهها وقالت أنت وهيا تمارسان الرذيلة ما معنى كلامك حبيبتان . الصديقتان يحبان بعضهما ضمن حدود الصداقة وفي النهاية كل واحدة بطريق هكذا هيا الحياة هل أنت .....؟؟؟؟ ووضعت يدها على فمها وقامت من فورها ونادت على أختها وقالت لي أنا لا أريد معرفتك ولا الحديث معك و صداقتنا منتهية .

ودون سابق إنذار مضت وتركتني وحيدة .

عند عودتي للشقة طرقت الباب عليها فلم تفتح فقلت بنفسي حسنا لا أريد إزعاج أحد وأغلقت باب شقتي دوش لطيف أعاد لي الهدوء ل أعصابي وتناولت بعض الطعام وتناولت حبة أو أكثر لا أذكر من حبوب المنوم وأردت الخلود للنوم والابتعاد عن كل شيء بانتظار عودتها لن اكلم أحدا ولن اخرج من الشقة حتى تأتي فقد اشتقت إليها كثيرا وأشعر بالتعاسة .

لا أعلم كم مضى من الوقت فتأثير المنوم قوي جدا يفقدني الشعور لفترة جيدة سمعت طرقا شديدا وكأنه يأتي من مكان سحيق وصوت ينادي أحسست كأني ملقاة فوق قطعة من الأسفنج أنزلق عليها و لا أقوى على الوقوف وسيل من الأبخرة يتصاعد من رأسي وأنا أتقدم جاهدة نحو الباب .

ويزداد الطرق على الباب وأخيرا وصلت ونظرت من ثقب الباب وأنا نصف نائمة فرأيت والدتها خلف الباب وهيا تنده ب اسمي فتحت الباب وتمالكت نفسي خشية السقوط على الأرض وهما تنظران إلي بخوف ودهشة تقدمت نحوي ممسكة بيدي ما بك ماذا جرى لك أنت في حالة مريعة استبد بي قلق فظيع لا تردي على الهاتف وبعد فترة طويلة من الانتظار لم تفتحي الباب

اعتذرت وقلت لهما اعذروني أنا بخير فقط هو تأثير المنوم وخلال فترة سوف يذهب مفعوله فقالت وهيا تصرخ ماما أنا بالكاد أشعر بنبضها لا أدري ما حصل لكنني كنت أعاني من دوار رهيب وفقدت الوعي فكان تأثير المنوم عميقا جدا

في صباح اليوم التالي استفقت من غيبوبتي فوجدتها نائمة بقربي لم أشاء إيقاظها فسحبت نفسي من الفراش غسلت وجهي مرات عديدة حتى أشعر بنفسي ثانية فكانت ورائي تعاتبني وتقول أيتها الغبية ماذا فعلت بنفسك أحسست بالمرارة لرؤيتك بتلك الحالة الفظيعة لقد أحضرنا طبيبا ليكشف عنك وقال انه لن يستطيع فعل شيء لك وطلب منا أن نترك الأمور على طبيعتها حتى يزول تأثير المخدر من تلقاء نفسه. لقد وصمتت فظيع ما شاهدت لقد كنت كالميتة

اعتذرت لها وقلت لها لم أجد شيئا أفعله سوى أن أنام ب بدلا من الانتظار ولا تخشي فجسدي قد اعتاد على تلك الحبوب لم أجد شيئا يغريني للبقاء لا أدري ما أقول أنا جدا آسفة أعتذر لك و لوالدتك لقد سببت لكم قلقا لا داعي له آسفة جدا فعادة لا يهتم ل أمري أحد سواها وهيا بعيدة عني وأشعر ببعض الاضطراب فلا تهتمي أرجوك سأكن بخير بعد لحظات اذهبي لشقتك فقد سببت لك قلقا

قالت لي لن ادعك وحيدة ولا للحظة أخاف أن يحدث لك شيء و الكلام الذي جرى بيننا بالحديقة رجاء أن تنسيه فلم أكن اعنيه

ودخلت والدتها قائلة هيا يا بنات الإفطار جاهز قلت لها أنا لا رغبة لي بشيء الآن فلم تستجب وأصرت على اصطحابي لشقتهم جلست بخجل شديد فقد كان والدها موجودا وأيضا شقيقها وجميعهم قالوا لي الحمد لله على سلامتك أحسست بنظرات لم أعهدها قبلا فجلوسي ضمن عائلة كهذه العائلة يعني لي الكثير شعرت بمشاعر مختلفة فقلت لهم آسفة جدا

بعد الإفطار قلت لها لا مبرر لما جرى لقد سببت قلقا لا داعي له ل اهلك فأنا معتادة على ذلك لا أستطيع أن أبقى وحيدة وإن أجبرتني الظروف أتناول المنوم حتى أفقد الوعي وأنسى كل شيء لا أجد ما أقول سوى آسفة جدا وأشكرك جدا ل اهتمامك وقلقك

نظرت لي وقالت هكذا فقط تشكريني لقد أصابني إحباط كبير عندما رأيتك بتلك الحالة وأحسست بعذاب الضمير ظننت أنني السبب

قطع الصمت صوت المفتاح يدور في قفل الباب والباب يفتح وجهها الجميل يطل جن جنوني من فرحتي وقفزت وركضت ب اتجاهها رميت نفسي بين ذراعيها أقبلها بجنون .

لقد عادت ليا الحياة من جديد وانتظمت دقات قلبي وانفجر النور ضاحكا منيرا أرجاء العالم لقد عادت بكيت بين ذراعيها آسفة معتذرة وصرخت بها لا تتركيني ثانية مهما كانت الظروف
وهيا تنظر إلينا مبتسمة .

بعد التعارف بينهما روت لها بسرعة ما جرى وما حدث وهيا تنظر لي بعتاب

قالت لي قبل سفرها لم أتوقع يوما أن أجد مثل هذا الحب بين امرأتين لقد ذهلت ولن أنساكي أنت ما حييت أنت لا أدري بما أصفك فشريكة حياتك أفضل منك صراحة قوية الشخصية عنيدة تبهر من حولها وتفرض احترامها بقوة تناضل من أجل الحياة وتكافح من أجل أحلامها لقد أعجبت بشخصيتها الفولاذية رغم اعتراضي على طريقتكما بالحياة فلا أجدها مناسبة لا أدري لماذا ولكن انا هكذا تربيت لن أخاف عليك وهيا موجودة أنت وصمتت قليلا لا أدري كيف أصف مشاعري تجاهك أنت غريبة جدا في هذه الدنيا لا أحب هذا الضعف بشخصيتك ولا هذه العشوائية بحياتك أنت لطيفة جدا وحالمة جدا لا أدري ما .....

أقول ولكن أحببتك كصديقة وليس كعشيقة اعذريني ولن أنسى هذه اللحظات قبل الوداع

فطلبت منها عدم الكلام وقلت لها لا تقولي وداعا فلا أحب تلك الكلمة سنلتقي ثانية إن قدر لنا هذا . ودعت تلك العائلة التي عنت لي الكثير فقد عشت أجواء لم أعهدها قبلا وشعرت بمحبة لم أشعر بها ضمن عائلة واحدة لقد أثرت بنفسي جدا وفعلا للعائلة معنى كبير لا تشعر به إلا من فقدته فهيا تعني الكثير

انتهت تلك القصة فقد سردتها بسرعة وللحوار بقية ....
.