إقتباسات, أمثال و حكم

مات أهلي وأنا قيد الحياة أندب أهلي في وحدتي وإفرادي.
مات أهلي وأحبائي وغمرت الدموع والدماء هضبات بلادي .
وأنا ههنا أعيش مثلما كان أهلي وأحبائي جالسين على منكبي الحياة وهضبات بلادي مغمورة بنور الشمس
مات أهلي جائعين ومن لم يمت جوعا قضى بحد السيف , وأنا في هده البلاد القصية أسير بين قوم فرحين مغبوطين يتناولون المآكل الشهية والمشارب الطيبة وينامون على الأسرة الناعمة ويضحكون للأيام والأيام تضحك لهم.
..............
لوكنت جائعا بين أهلي الجائعين مضطهدا بين قومي المضطهدين لكانت الأيام أخف وطأة على صدري والليالي أقل سوادا أمام عيني , لأن من يشارك بالأسى والشدة يشعر بتلك التعزية العلوية التي يولده الإستشهاد,
بل يفتخر بنفسه لأنه يموت بريئا مع الأبرياء.
آه..لو كنت سنبلة من القمح في تربة بلادي لكان الطفل الجائع يلتقطني ويزيل بحباتي يد الموت عن نفسه.
لوكنت ثمرة يانعة في بساتين بلادي لكانت المرأة الجائعة تتناولني وتقضمني طعاما.
لوكنت طائرا في فضاء بلادي , لكان الرجل الجائع يصطادني ويزيل بجسدي ظل القبر عن جسده
ولكن وأحرا قلباه, لست بسنبلة من القمح في سهول سوريا ولابثمرة يا نعة في أودية لبنان ولا بحمام طائر على قبب القدس .. وهده هي نكبتي الصامة التي تجعلني حقيرا أمام نفسي وامام أشباح الليل..
هده هي المأساة الموجعة التي تعقد لساني وتكبل يدي ثم توقفني بلا عزم ولا إرادة ولا عمل ..
يقولون لي : مانكبة بلادك سوى جزء من نكبة العالم وماالدموع والدماء التي هرقت في بلادك سوى قطرات من نهر الدماء والدموع المتدفق ليلا ونهار في أودية الأرض وسهولها.
نعم , ولكن نكبة بلادي نكبة خرساء – نكبة بلادي جريمة حبلت بها رؤوس الأفاعي والثعابين- نكبة بلادي مأساة بغير أناشيد ولا مشاهد.
مات أهلي ..
ماتو وأكفهم ممدودة نحو الشرق والغرب وعيونهم محدقة بسواد الفضاء
ماتو صامتين لأن آدان البشرية قد أغلقت دون صراخهم.
ماتو لأنهم لم يحبو أعدائهم كالجبناء, ولم يكرهو محبيهم كالجاحدين.
ماتو لأنهم لم يكونو مجرمين .
ماتو لأنهم لم يظلمو الظالمين .
ماتو لأنهم لم يكونو مسالمين
ماتو جوعا في الأرض التي تدر لبنا وعسلا.
ماتو لأن الأفاعي أبناء الأفاعي قد نفثوا السموم في الفضاء الدي كانت تملؤه أنفاس الأرز وعطور الورود والياسمين.
مات أهلي وأهلكم أيها السوريون, فمادا نستطيع أن نفعل لمن لم يمت منهم.
إن نواحنا لايسد رمقهم, ودموعنا لاتروي غليلهم. إدن مادا نفعل لننقدهم من الجوع والشدة؟

إن العاطفة التي تجعلك. يا أخي السوري. ان تعطي شيئا من حياتك لمن يكاد أن يفقد حياته. هي الأمر الدي يجعلك حريا بنور النهار وهدوء الليل.