إجازة سواقة ....

من طرف ???? الثلاثاء أغسطس 20 2013, 05:46

إجازة سواقة ....

كم أنت لذيذ ومنعش أيها البرتقال المثلج في حر صيفنا هذا ... ليست كعادتها فهي سارحة بعيدة عني وأمر ما يشغلها ويدور برأسها ...

لوحت بيدي ... نحن هنا ... نظرت إلي مبتسمة ... فأدركت أنها واقعة بالحب فيقال إن الحب إذا حضر ف الأفراح آتية وإن ذهب فكانت متاهات الأحزان .. هنا كانت بداية عشقي وهكذا كانت نهايتها دون رجاء الحياة واستمرارها ...

هيا بدأت بالكلام وكنت المستمعة ل إبداء الرأي ...

قالت أردت الحصول على أجازة سوق لتتمكن من قيادة سيارتها والخلاص من أمور المواصلات وتعقيداتها
أمر بغاية السهولة .. التسجيل بمدرسة لتعليم السواقة ف الانتظام بالدروس والتدريب نهاية ب الامتحان ف انتهاء المراسيم بتسلم تلك الشهادة ..

كنت انتظر الحافلة التي تأتي صباحا لتقلنا للمدرسة في الساحة القريبة من منزلي ويستغرق الطريق بين الذهاب والإياب قرابة الساعة ... كان اليوم الأول مشحونا شعرت بأنني لن انجح فقد تلقيت الكثير من التأنيب من المدربة أثناء القيادة ...

في اليوم الثالث انتظر الحافلة لفت انتباهي وجه جديد بيننا فكنت أتفحص الحاضرين والحاضرات وأتأملهم من بعيد

هيا جديدة بيننا أثارت انتباهي بشكل كبير لا أدري لماذا لكنها كانت متوترة بعض الشيء ووقفت بعيدة عن المجموعة وأنا أتأملها من بعيد كم هي جميلة يا ليتها تكن صديقتي فلم تكن لي صديقة ترافقني في المدرسة ....

قطع الانتظار بوق الحافلة المزعج وذلك السائق الذي يحاول التظاهر بخفة الدم يطلق بوقه المزعج ل أثارة البنات والتودد إليهم فهي طبيعة الذكور المزعجة يحاولون بشتى الوسائل أن يتقربوا إلينا وأن يظهروا بمظهر الرجال الأقوياء ويتفننون بمظهرهم ل أثارتنا فذلك قد فك معظم أزرار قميصه ليظهر شعر صدره وما يلبس من قلائد وذاك يتفنن بتسريحة شعره وما يضع من مواد غريبة بوجهه وذالك يلقي تحية الصباح ويحاول إلقاء النكات الصباحية يعني عامل نفسه خفيف الظل وذالك يرتدي لباسا رياضيا ليظهر مفاتنه وعضلاته القوية المفتولة ولحظات أخرى يبدو أنه سوف يمارس التعري إمامنا من فرط غروره ... فقد ليحظى ب انتباهنا والتقرب ل إحدى الفتيات وهم على الغالب يجدون إذنا صاغية من بعيد فبعضهن ترسل الجميل من غمزاتها وتلك ابتسامات هوائية أو قبلات وذلك المعتوه الذي يحاول بشتى الطرق أن يدعوني لفنجان قهوة ...

استمرت الأيام رتيبة الموقف لا يتغير كثيرا انتظار الحافلة معاكسات الشبان ونكاتهم الصباحية المتكررة فرؤيتها من بعيد تنظر إلي ف أبادلها النظرة والابتسامة ...

في اليوم العاشر ... كعادتي الإفطار قبلات أمي ودعواتها لي بالتوفيق فالخروج للساحة ف انتظار الحافلة مع هؤلاء الوحوش فيبدو أنني أعتدت عليهم قدوم الحافلة لكنني اليوم لم أشاهدها ولم أحظى بتلك الابتسامة ...

صعدت الحافلة وجلست بمكاني نظرت من النافذة ابحث عنها ... يقطع علي أفكاري صوت يقول لي هل تسمحين لي بالجلوس بجانبك .. فلم التفت وقلت تفضل فقد اعتدت على ذلك الغليظ الذي يجلس بجانبي يصيبني بالقرف من حديثه لكن ... هذا الصوت مختلف فهو ناعم ورقيق .. التفتت ... يا لجمال تلك اللحظة توقف الكلمات فلم تخرج ... إنها هيا تجلس بجانبي وتمد يدها لتصافحني قائلة عما تبحثين فالحافلة قد انطلقت هل أنت ب انتظار أحد ولم يأتي ؟؟ ....

صافحتها وقلت لها نعم لقد كنت ب انتظار شيء ما وشعرت بالقلق لغيابها ولكنها بقربي الآن

تعارفنا ... وليا الآن صديقة جديدة كم أحبها ... تؤنس وحدتي وترافقني دروسي

اليوم التاسع عشر .. بعد انتهاء التدريب كنا نجتمع في الكافتيريا ب انتظار الحافلة للعودة
جلسنا نشرب العصير وهيا تنظر لي بشغف لم أشعر به سابقا .. قالت لي كم أنت جميلة وأنيقة
شعرت بأنها تريد أن تقول لي شيئا وهيا مترددة جدا فقد كررت عبارة أريد أن أقول لك شيئا شرط أن تعديني أن نبقى صديقتين مهما جرى فلا أريد خسارتك فأنت صديقتي الغالية ..

أثارت استيائي وفضولي وكنت قد بدأت ببعض الغضب فقلت لها لا تعامليني بتلك الطرقة فلست بغريبة عنك وتحدثي بحريتك المطلقة فلن أنزعج منك أبدا ...

صمتت .. أمسكت بيدي وقالت لي أحبك ... وأنا أنظر إليها ك البلهاء التي تنتظر شيئا هاما ضحكت ... وتمطيت وقلت لها وأنا أيضا أحبك لم تأتي بجديد وبدأت بممازحتها بحركات المراهقات قرصتها وقبلتها وأخذت أصفعها على خدودها ...

فأمسكت بيدي وقالت أحبك ليس بمعنى الصداقة .. أحبك كعاشقة تعشقك وتهيم بحبك وليس كصديقة فمشاعري مختلفة جدا أحبك بمعنى الحب والعشق ...

هدأت قليلا ونظرت إلى عينيها وسكنت حركاتي وأخذنا نتبادل تلك النظرات .. نظرات الحب والعشق والغرام ... أنظر بعينيها أستشف معنى الصدق أو الكذب فهل هيا مخادعة أم صادقة

فقالت لي ... يا ساحرة العينين ... أرى الحب في عيناك .. واعشق العشق في محياك
وارتشف رحيق الأزهار بندى شفتيك .. وأهيم عشقا بين ذراعيك .. فماذا فعلت بقلبي
أشعلت نار فؤادي وطابت أيامي ب لقائك ... حبيبة لحبيبة وردة لوردة غص مع غص طيب الحب وعذوبة كلماته ... يا نسمة للفؤاد أقبلت فطاحت في أفق الغرام شذاها

هكذا بدأت قصة غرامي لم أدري فالكلمات تعجز عن وصف حالتي .. فبادلتها الحب بالحب والصدق بالصدق والمشاعر بالمشاعر كنا ك الملائكة طاهرتين بحبنا ...

انتهت المدرسة وحصلنا على إجازة السواقة ... ولم أتوقف عن مواعدتها ولم تتوقف عن حبي
قدمتني لعائلتها وعرفتني بهم فهم جدا رائعون وتعرفت على عائلتي فهي صديقتي الحميمة والمقربة عشنا أياما ولا أجمل ..

الحب يجمع القلوب ونهاية الحب الارتباط ... هذه النقطة مجال للسؤال هيا تحبني وأنا أحبها بجنون فكيف السبيل إلى أن نجتمع تحت سقف واحد ونحيا حياتنا كما نريد ..

أدركنا أن المجتمع الذي يحيطنا لا يتقبل الحب بين فتاتين و رغبتهما بالعيش المشترك ولم نستطع أن نعبر عن مشاعرنا علانية فنحن خاسرتين

أردنا الهروب والابتعاد بحبنا كما نشاهد ب الأفلام لكنها مجرد أفلام لا تمت بالواقع بصلة
الهروب إلى أين ؟؟؟؟ وكيف سنواجه الحياة وغضب أهالينا وسخطهم
فبقي الحب سجين الصدور لم يرى النور .. حبيس نفوسنا التي لا تستطيع التعبير عنه
صمتت قليلا ونظرت لي قائلة هذه قصتي فهل من حل برأيك ؟؟؟

هنا النقطة التي لا حل لها سوى التضحية القاسية بالهروب ومواجهة حياة غامضة مليئة بالغموض والقسوة فالفتاة لا تقدر على المواجهة كثيرا فهي حرب طويلة

لا أدري ما أقول لها ... سوى أمنياتي لها بيوم تتحقق فيه أمنيتها وتجتمع الحبيبة بحبيبتها

فأنا مختلفة عنها ربما لواقعي وكيف وجدت بهذه الحياة فقد حققت ذاتي ... ربما لكل فتاة قدر مرسوم لها سوف تلاقيه مهما كان معاكسا ل إرادتها أو موافقا لها

بالنهاية أظن أن الحب سوف ينتصر وتعلوا راياته خفاقة ... ما أجملك أيها الحب ...

ما اجمل نغم كلماتك انستي ..... فقد ابحرت بالقصة كأني احد الابطال .....ولكن
يبقى السؤال ما الحل ؟؟؟؟

ما لها سوا ان تحتفظ بحبها مع حبيبتها في صدريهما إلا انا يشاء القدر وتكون مع من تحب