نبضااااااااااااااااااااااااات .....

من طرف ???? الخميس أغسطس 22 2013, 05:59

نبضااااااااااااااااااااااااات .....

من دفتر رسائلها .... الصفحات من 9 .... إلى 19

من أجمل الدقائق والتفاصيل أيام الطفولة ... فهذا المكان مهد طفولتي احتضنني صغيرة ببراءتي إلى أن خرجت عن الطوق لبداية مفترق جديد بحياتي ...

لكل منا ذكرياتها وأحلامها وهي صغيرة وللمكان الذي شهد ولادتها خصوصية بالغة ...
وقفت عند تلك البوابة الحديدية العجوز سألتها هل ستذكرينني يوما وتذكري تلك الطفلة الشقية التي كانت تتسلق قضبانك العالية وتضحك معك ...

هيا ساعة الفراق والرحيل فيا مهد طفولتي كم أودعت فيك من الذكريات حلوها ومرها بكائي ضحكاتي ألامي .... عندما ودعت من ربتني ... أشياء كثيرة تتواتر بذاكرتي .. يقطع أوصالها وصول السيارة فهو يومي الأخير في دياري ....

انطلقت برتابة على الطريق الهادئ .. نظرت من النافذة .. ودعت ذلك المكان بنظرة أخيرة لا أدري هل سوف أعود ثانية إليه ... رائحة الأشجار والتراب أشلاء بعيدة وقريبة .. فجر الصباح .. الطيور .. زرقة السماء الواسعة

اليوم الأول ..

استقبلتني كعادتها بتلك الابتسامة النضرة وقوتها المميزة فأشعر أن عظام يدي تكاد أن تتكسر من قوة يدها .. ساعدتني بحمل أمتعتي ودخلنا سوية وهيا تنده والدتها ...

كانت متجهمة الوجه غير مرحبة بي تعطيني ملامح غير متناسقة .. بالرغم من تلك الابتسامة الشاحبة التي ارتسمت على وجهها وعدم قبولها بحضوري لكنها كانت ذات أثر كبير بنفسي

فهي أظهرت العدائية تجاهي .. ربما هيا محقة فهي بالنهاية أم ولها مشاعرها تجاه ابنتها فأظن أن كل أم ترسم ملامح طريق تتمناه ل ابنتها .. فإن حدث العكس فهي تشعر بالضيق مني وتعتبرني ضيفة غير مرحب بها ...

اليوم الثاني ...

الحساسية التي أعاني منها وفرط تحسسي من كلام البشر كانت سمة مميزة لي لكنني أكره هذه الصفة فهي تشكل جدارا فولاذيا بيني وبين البشر ..

فأنا أشعر بالغربة وأعلم نظرات البشر فغالبيتهم ينظرون لي تلك النظرة نظرة الشفقة والريبة ويتوجسون مني أحيانا ... فما ذنبي ؟؟؟

لم أختار ولم يكن لي الخيار يوما بتواجدي بهذه الطريقة ... وإن كان لي الخيار لفضلت دون تردد عدم الحضور ... ولا الحياة
فتلك المشاعر تصيبني ب أعماقي ب الإحباط وانعدام الثقة والخوف من القادم

ذلك اليوم كان أفضل حالا فأنا معتادة على تلك المواقف فقد كانت تتكرر كثيرا وبالخصوص من الطرف المعاكس لي ...

حاولت التودد إليها .. فنظرت لي تذكرني من هيا أنا وإنها تعاتب ابنتها كثيرا فهي لم تتوقع أبدا أن تكن ل ابنتها تلك الصفة ... تألمت كثيرا من كلماتها الجارحة والمهينة ... شعرت ب أنفاسي تضيق وبكتلة هائلة تطبق علي .. فلا أريد الرد و المشاحنة ..

خرجت من فوري من المنزل للشارع لا أدري ما أفعل فلا أعلم تفاصيل تلك البلدة فأنا غريبة عنها .. من بعيد شاهدت تلك الحديقة فدخلت وجلست للطرف المقابل تلك البحيرة سرحت بخواطري .....

جلست بقربي سيدة مرهقة ب أحمالها بيدها رضيعة وطفل وطفلة صغار من فوري وقفت لمساعدتها فقد شعرت بها .. ابتسمت لي وشكرتني .. كم أبهجني حضور الأطفال في تلك اللحظات فقد نسيت كل شيء وأخذت ألاعبهم واجري معهم فقد أحسست بأنه لم يتبقى لي سوى ثانية وأصاب ب الانهيار التام

حملت تلك الرضيعة ألمني جدا بكائها فهي تشعر بضيق .. ثواني وتأنس بين ذراعي وتهدأ كم أحبك أيتها الصغيرة الجميلة .. أمسكت بيدها الصغيرة أداعبها .. تذكرتها كيف كانت تمسك بيدي وتضمني إلى صدرها تعطيني الكثير من تلك المشاعر الضائعة ببحر الأيام ...

نظرت لتلك الصغيرة تألمت وقلت لها أتمنى لك حياة سعيدة فأنت لا تعلمي ما هو قدرك وما تخبئ لك الأيام من أسرار ..

مضى الكثير من الوقت وأغلب الحاضرين قد تأهبوا لرحلة العودة إلى منازلهم وبدأت الشمس تلوح بيدها تود أن تعلن للبشر بدء غروبها ...

لم أدري بلحظاتي ما أفعل فعدت بخطوات متثاقلة جدا إلى أن وصلت إلى أعتاب تلك الديار تسللت خفية خوفا من مواجهتها ثانية فلم يكن ذلك ب استطاعتي .. شعرت بمباغتتها لي فكنت من الضعف الشديد فلم أحتمل شيئا ارتميت بين ذراعيها أبكي بحرقة ...

مسحت دموعي وقالت لي كنت اعلم أن شيئا كهذا سوف يحصل .. لقد تحدثت طويلا مع أمي فهي لا تحب هذا النوع من العلاقات ولكنني أقنعتها بأنها رغبتي وهيا حياتي ...

ولا تهتمي لها فأنا لا أريد أن أبدو تلك الفتاة العاقة ل أمها فهي بالنهاية أمي وأنت حبيبتي .. هيا فرضت إرادتها بقوة فلها تلك السمة قوة الشخصية وإرغام الجميع بقبول رأيها فلا نقاش يعلو فوق كلماتها ..