رد: مطر نيســــان، الجزء الاول..

قمة الجنون واو جد رائعة اكتيفي ياسمين

رواية رائعة جدا تسلمي متشوقة لمعرفة التكملة اقرب وقت

الفصل السابع

اليوم الموالي استيقظت نيسان من الصباح الباكر تعاني من صداعاً اليم، استحمت بسرعة، ارتدت ثيابها ونزلت لتجد والدتها بالمطبخ:
- صباح الخير..حطلك حليب؟
- صباحو يا حلوة..لا يسلمو تأخرت..
- ما بصير يا ماما تطلعي من غير فطور..رح تتعبي بعدين.
- اووووف..شو ها الدلال المفاجئ؟ اتصرفي ع طبيعتك ما بيلبقلك التمثيل..
- ايمتا رح تبطلي وقاحة؟؟
- أي لا تعصبي عم امزح معك..
لطالما كانت طريقتها في التعامل مع والدتها استفزازية فقط لانها تحب ان ترى عصبيتها..خرجت من البيت وهي في اشد حالاتها غيظاً، كانت تريد رؤية مطر قبل التوجه الى عملها فهي بحاجة الى تفسير، اتصلت بها لترد:
- صباح الخير..
- صباح الخير..كيفك؟
- ماشي الحال..فيني شوفك هلأ؟
- أي اكيد، وين بدك؟
- هون بسيارتي انا قدام البيت..
- طيب ثواني..
بعد برهة من الوقت اطلت مطر، فتحت باب السيارة وركبت الى جانبها، قبلتها قبلتين على خدها وكلمتها:
- وين اختفيتي مبارح؟
- رجعت ع البيت..
- ليش ما ودعتيني؟
- كنتي مشغولة..
- منوب ما بانشغل عنك انا..منوب.
- طيب وشو قصة هديك؟ مو ع اساس هي بالشام؟
- نفسيتا تعبانة مشان هيك اجت، وعم تفكر تدرس هون..
- ورح ظل عندكن؟
- أي..
- وين عم تنام؟
- معي بالغرفة..
- يا حبيبي!! ردت نيسان بشيء من العصبية والجنون لتضيف:
- خبرتيا انك مرتبطة؟
- لأ..
- كمان!!
- مو خرج خبرا هلأ..هي مو منيحة منوب..
- أي وايمتا؟
- بس يكون الوقت مناسب..
- بس هي هلأ رح تفكر انكن رجعتو لبعض..
- ما رح خليا تحس هيك، رح حافظ ع مسافة بيني وبينا..
- مجنونة شي انتي!! بتنام معك بالغرفة وتقليلي رح خلي مسافة بيني وبينا؟؟
- بليز اتفهيني..هي شغلة انسانية واي حدا بدالي كان رح يعمل هيك..هي بدا بس شوية مساعدة مشان ترجع للحالة الطبيعية..
سكتت نيسان واشاحت بوجهها لتضيف مطر:
- مو مرة قلتيلي انك تحبي اندريه وما رح تنسيا بحياتك؟
- بس من لما فتي ع حياتي ما عاد فكرت فيا ولا حتى خطرت ببالي، لو كانت هي اللي معي هلأ وانا عم ساوي شغلة انسانية وبنيمها بغرفتي شو كان رح تكون ردة فعلك؟؟
- لك أي بجن وبموت وبفجرا..بعرف معك حق بس بليز تفهميني واعطيني شوية وقت..
- طيب!! لنشوف اخرتا..
امسكت مطر بيدها وراحت تتحسسه واضافت:
- أي مو يؤبشني ها الغيران..
- مشتاقة اغمرك وبوسك..
- وانا كثير..
- فيكي تجي معي لمكان قبل ما روح؟
- لا ما فيني حبيبي هلأ..
- ليش؟
- ما فيني..
- ليش؟؟
- لانا رح تزعل ازا فاقت وما لقتني..
- لك يلعن!!
- حبيبـــ...
- أي بتخافي ع زعلها وانا زعلي بكبو بالبلوعة..
- لك يلعن عمري..شو كنا عم نحكي!! قلتلك انها مريضة واعطيني شوية وقت..اتفهميني..كوني معي..
- طيب..انا لازم روح هلأ..
- لا تروحي زعلانة..
- مو مهم..
- من كل عقلك عم تحكي ها الحكي؟ انتي اهم من كل شي..
- طيب حبيبي..طيب.
- رح تجي المسا؟
- لا رح ظل هنيك..
- طيب ديري بالك ع حالك..
- اوكي انتي كمان..بشوفك.
نزلت مطر من السيارة وانطلقت نيسان كلها حنق وسخط..

غيرة قاتلة

عادت نيسان مساءاً في حدود الساعة السابعة الى شقتها، دخلت ليستقبلها القط الكسول بخوات متثاقلة ويتثاءب، حملته وضمته اليها..
- كيفك يا دب؟
- مياااااو..
- جوعان ولا..
وضعته على الارض ودخلت الى المطبخ كي تضع له بعض الاكل..
- ولي شو فجعان!! خلصت كل شي؟ رح تسمن ولااا وبطل يكون عندك معجبات..
وضعت له بعض الاكل والحليب، تركته يأكل ودخلت لتستحم..
بعد انتهائها استلقت على السرير، وضعت بعض الموسيقى وراحت تتصل بمطر، كانت تشتاق اليها بجنون، تريدها بجوارها لكن حالياً لا تملك سوى ان تسمع صوتها..رن الهاتف كثيراً لكنها لم ترد..اتصلت بها مرة ثانية دون جدوى، فتركت لها رسالة: "اشتقتلك موت، حاكيني بس تفضي"..اطلقت العنان لافكارها الى ان استسلمت للنوم..
بعد نصف ساعة ايقظتها رنة هاتفها، اعتقدت انها مطر، حملته بلهفة لكن المتصل كان صاحب المطعم يطلب منها ان تغني الليلة مقابل مبلغ لا يمكنها رفضه، خاصة وانه لا يزال ينقصها العديد من الاشياء وابتداءا من هذا الشهر عليها دفع اجار الشقة، وبالرغم من تعبها قامت غيرت ثيابها وتوجهت الىه..
وصلت في حدود الساعة العاشرة والنصف وبمجرد ان دخلت المحل لمحت مطر مع روان، كان هناك ايضاً امير ومجموعة من رفاقه..فغلى الدم في عروقها وودت لو كان باستطاعتها ان تذهب اليها وتجرها من ذراعها وتأخذها بعيداً..خلعت سترتها وجلست على البيانو وراحت تعزف لتتنبه لها مطر..كان لحن اغنية اليسا "ما تعرفش ليه"..
ما تعرفش لييييه
في وقت لما احتاج حد جنمبي اشتكيلو
بتبقى انت اول حد يجي فبالي اجيلو
وتبقى انت اول حد افضفض يومها ليه
ما تعرفش ليه
في وقت اما شوفك يومها اجري عليك اوام
وانا معاك بحب كثير اطول في الكلام
واخد راحتي واحكي في اللي نفسي احكي فيه
ما تعرفش ليه
لو ابصلك ما بشلش عيني من عليك
واول بأول كل حاجة اقولها ليك
وليه بس صوتي بيحلى لما بيناديك
وليه بس اسمي بيحلى لو تندهني بيه...
بعدما انتهت جلست على البار لتنضم اليها مطر، جلست جوارها وكلمتها:
- يسلملي صوتك..
- ليش ما عم تردي ع اتصالاتي؟
- سوري ما انتبهت، وما قدرت كون لحالي لأرجع اتصل فيكي..
- طيب، المهم انك منيحة..
- مو قلتي انك رح ظلي هنيك؟
- مبلا، بس اتصل فيني وما قدرت ارفض..
- طيب حبيبي..
- ايمتا فيني شوفك؟
- دوامك بكرا بالليل؟
- اها..
- طيب انا بخلص ع اربعة العصر..فيكي تجي تستنيني؟
- تروحي معي بيتنا؟
- اي بروح..انا اللي بروح..
ابتسمت ورمقتها بتلك النظرة المغرية لتضيف نيسان:
- اااااخ لو فيي اكلك هلأ..
- وانا لو فيي..
وبينما هما على حالهما اقتربت فتاة جميلة، وضعت يدها على كتف نيسان ووشوشتها شيء في أذنها، ابتسمت واجابتها:
- اي من عيوني..
عادت الفتاة الى طاولتها لتجن مطر وتشتعل النار في عينيها:
- شو بدا؟؟؟
- طلبت غنية..
- مافي..شو ها السئالة هي؟؟
- ما فيني ارفض..
- ما رح تغنيلا شي..صوتك الي وانتي تغني بس كرمالي..
- اي عمري بعرف، بس ما بقدر ارفض..
في تلك اللحظة اقتربت منهما روان وامسكت يد مطر..
- تعي..
- جاية بس شوي..
- لك تعي بدي فرجيكي شي..
اصرت روان واخذتها جراً امام نظرات نيسان المستاءة لتقوم هي الاخرى وغنت الاغنية التي طلبتها الفتاة وكانت لفيروز "نسم علينا الهوا"..لتجن مطر، حملت اغراضها واصرت على العودة الى البيت رغم انا روان كانت لا تزال تريد البقاء، لكنها لم تترك لها مجالاً..نيسان عندما رأت ان روان برفقتها لم تلحق بها..ظلت هناك الى غاية الساعة الثانية صباحاً، ادت بعض الاغاني وعزفت قليلاً على البيانو وبعدها عادت الى بيت اهلها..
وهي بفراشها بعتت لها رسالة بما ان الوقت متأخر..
- "فايقة؟"
- "اي"
- "كيفك؟"
- "ماشي الحال"
- "ليش فايقة لهلأ؟ بكرا دوامك بكير"
- "ما عم اقدر نام"
- "لسا زعلانة مني؟"
- "لأ"
- "بشوفك بكرا؟"
- "لأ روحي شوفي هديك اللي غنيتيلا"
- "يا هبلة بكفي..اللي غنيتلا ما عم تنام معي بنفس الغرفة ومع هيك ما عم احكي"
- " :'( "
- "لا تبكي عمري..بكرا بغنيلك لتشبعي"
- "طيب بشوفك، نامي هلأ انتي تعبانة"
- "اغمريني لألبك"
- "غمرتك وعم شبعك بوس"
- "بحبك"
- "بحبك موت"
اليوم الموالي في حدود الساعة الثالثة عصراً اتصلت مطر بنيسان اعتذرت منها متحججة بأن روان اغمي عليها وهي معها في المستشفى ولا تستطيع ان تتركها، غادرت نيسان الى باي سيتي في قمة غيظها وجنونها ولم تعد لأيام حتى انها كانت لا ترد على اتصالات مطر، فقط تكلمها على الواتس اب.

يتبع...

في الانتظار .........:-)

28 نيسان، بعد سنة..

مرت ايام لم تعد فيها نسيان الى بيت اهلها، فقط مرتين لرؤية والداها واخوتها وفي كلا المرتين لم تصادف مطر، حيث انها كانت تتجنبها لانها كانت تريد حلاً فعلياً لوضعها، ضاقت درعاً من الاختباء وعدم الحصول على فرصة حتى لرؤيتها ساعة او ساعتين..اما مطر فكانت مقيدة غير قادرة على فعل شيء..لا يمكنها الاعتراف لاهلها وفي نفس الوقت لا تستطيع حتى ان تخبر روان على ارتباطها بنيسان لانها مريضة وتعاني ولا تريد ان تزيد معاناتها..
الليلة السابقة لذكرى ارتباطهما اتصلت مطر بنيسان التي كانت تعاني من الإحباط..
- بدي نحتفل بكرا..
- على شو دخلك؟
- ع السنة الحلوة اللي عشتا معك..والسنين الاحلى اللي جاية..
- اها..
- حجزت بمطعم..بس ع الغذا مو عشا..
- وكيف رح يكون فيكي وما تلزقك هديك السئيلة؟؟
- بكرا عندا موعد مع الطبيب..امير رح يوصلا.
- ما بعرف ازا رح اقدر اجي..
- ليش؟؟
- ما بعرف..ما بدي شوفك ساعة وارجع ع وحدتي..
سكتت مطر وهي تشعر بالاستياء لتضيف نيسان:
- لاقيلي حل..بدي ياكي ع طول معي..
- تعي بكرا..مشتاقتلك موت..
- طيب رح اجي..
اليوم الموالي حضرت نيسان متأخرة عن الموعد بنصف ساعة، كانت حالتها مزرية..حتى انها لم تتأنق واكتفت بما ترتديه عادة، اما مطر فكانت غاية في الروعة والجمال، بمجرد ان اقتربت منها احتضنتها وبقوة وقبلت شفتيها..وجلستا وهي تمسك يدها وتتحسسها بينما نيسان تحاول ان تتجنب ان تنظر مباشرة في عينيها بسبب الأسى الذي كان يقطر منهما..
- اشتقتلك..
- وانا كمان..
- طيب ليش عم ترفضي تشوفيني؟؟
- ما عم ارفض..ما بدي اتأمل ع الفاضي..ما بدي ازعجك ولا دايقك ولا طالبك بشغلات ما فيكي..
- ما بهمني شي..انا بحبك هاد اللي بعرفو..
- بس ما عم تساوي شي كرمالي او كرمال حبنا..حتى لروان ما حكيتي انك مرتبطة..
- بس رح احكي..عن قريب رح احكي.
سكتت نيسان واطرقت برأسها..
- شو صار بموضوع نقلك؟
- لسا مافي شي..
- اها..
- شبك نحفانة كثير؟ ما عم تهتمي بحالك يا الله!!..
- لا منيحة، تمام..بس عم اتعب شوي..
- سلامتك حبيبي..
- تسلميلي..
تغذتا وهما صامتتان، كانت نيسان تلعب في صحنها وتشرب النبيذ أكثر مما تأكل..ومطر فقدت شهيتها عندما رأتها على هذه الحال..وهما على حالهما تقدم منهما رجل ووقف امام نيسان، رفعت رأسها لتجده والدها!!
- بس تخلصي لحقيني ع البيت..
ومضى دون ان يترك لها مجالا للكلام او حتى للاستفسار عن الذي يزعجه الى هذه الدرجة..اما مطر فراحت ترتعش وجلاً..
- كأنو شافنا؟؟
- شكلو..اجابت نيسان ببرودة اعصاب.
- يلعن!!
- لا تخافي ما رح يعمل شي..شوية لعي ويمرقو..كلو من حظي الزفت..منوب ما بتكمل معي!!
بعد نصف ساعة كان لزاماً عليهما ان تغادرا، لان نيسان بحاجة الى ان تذهب لرؤية والدها قبل العودة الى باي سيتي..جلست مطر معها في سيارتها لبضع الوقت تتأملها..اقتربت منها احتضنتها بقوة وقبلت شفتيها بشغف..بعدها وقبل ان تنزل اخذت من حقيبة يدها مسبحة عليها صليب، قدمته لها وقالت:
- هاد إلي..بدي ياه يظل معك..
امسكتها نيسان قبلتها ووضعتها على مرآة سيارتها، ونزعت السلسال الفضي الذي كان برقبتها ويزينه ملاك صغير، وقدمته اليها..
- هاد إلي..وخليه معك مشان تحسي فيني..
امسكته واقفلت عليه يدها، نزلت من السيارة وانطلقت نيسان الى بيت اهلها، بمجرد ان دخلت وجدت والدتها:
- ابوكي بمكتبو..
توجهت الى المكتب، قرعت الباب ودخلت:
- مسا الخير..
كان يقرأ كتابا بين يديه ودون ان ينظر الى وجهها رد عليها:
- شوفي بينك وبين بنت بركات؟
- مافي شي..بس رفقة..
- لا تكزبي!!
- طيب..انا بحبا..
- ليكي الجماعة صارو اكثر من اهل..وابوها عزيز كثير ع ألبي..ما بدي تبهدليني معن!!
- ........
- بكفي تخبيص..حاولي تكوني مثل كل البشر، كل مرة بقول انو يمكن صرتي بني ادمة وحسيتي ع زوقك واعطيكي فيا فرصة بلاقيكي لساتك حيوانة!! لك الحيوانات احسن منك ومن اللي عم تعمليه..
- حتى وان كنت ابي، ما باسمحلك تحكيني هيك..ميولي مو انا اللي اخترتو، انولدت هيك..ازا ما عم تتقبلني حاجتك، اقرف مني مثل ما بدك بس بكفي اهانة وتجريح..بكفي..بكفي..ما عم طالبك بشي ولا بدي منك شي بس لحد هون وبس!!
- طلعي من هون..طلعي من بيتي..روحي افلتي على كيفك بس ها البيت انسيه وانسي ان في إلك اب..
خرجت نيسان من المكتب، وجدت والدتها ودانية تقفان امام الباب..حاولتا ان تمنعاها، لكنها تجاوزتهما وخرجت من البيت، ركبت سيارتها، انطلقت بها وأجهشت بالبكاء..

يتبع...

كما آن الاموآت لآ تعود كذلك بعض المشآعر اذا دفنت لآ تعود كسآبقتها

الفصل الثامن

مرت خمسة اشهر تردت فيها حالة نيسان للغاية واعتزلت العالم كله هناك بباي سيتي، على مدى الثلاثة اشهر كانت تطالب مطر ان تنضم اليها لكن مطر تتحجج بطلب نقلها الذي لم يفصل فيه لحد الساعة، مع روان الوضع على حاله..لم تخبرها بشيء حتى الان، كانت تتبعها كظلها الامر الذي جعل نيسان تجن، حدثت الكثير من الخلافات بينها وبين مطر الى ان انفصلتا..ليس بشكل رسمي ولكن درجة القطيعة بين كل خلاف كانت تتجاوز الاسبوع والعشرة ايام تقريباً، لم تزرها ولا مرة مطر مع انها كانت تعلم جيداً ان حالها يرثى له، التقتا في العديد من المرات في المطعم ودائماً كانت برفقة روان..اخر مرة جلست نيسان على البار بعد ان ادت اغنية زياد الرحباني ورشا رزق "بلا ولا شي" هذه المرة استمرت القطيعة بينهما منذ شهرين كاملين..راحت نيسان تشرب الكأس بعد الاخر الى ان ثملت واصبحت عاجزة عن الحركة، من الجيد ان دانية كانت معها..سندتها اليها واخرجتها بصعوبة بالغة الى السيارة حيث وقفت الى جانبها وراحت تستفرغ كل ما شربته..كل هذا يحدث تحت نظرات مطر العاجزة عن فعل اي شيء..

Home sweet home

رن جرس الشقة مرتين متتاليتن، تقدمت نيسان فتحت الباب واحتضنتها بقوة وراحت تشم رائحتها:
- حبيبي اشتقتلك كثير..
- وانا اشتقتلك داني..
كانت دانية اختها التي لطالما كانت السند لها، نعم الصديقة والاخت..خاصة في الفترة الاخيرة كانت لا تتركها اطلاقا وفي الكثير من المرات نامت عندها، لكن هذه المرة جاءت على طلبها..جلستا تأكلان البيتزا التي احضرتها معها، فبادرت نيسان بالحديث:
- انا رح سافر بعد بكرا..
- عنجد؟!! لوين؟
- ع باريس..رح امضي عقد مع MSF ..مشان ارجع ع سوريا..
- عنجد؟
- اي..
- متأكدة من قرارك؟
- من شهرين كتبت لـ فرانسوا كوبرين، كان المدير تبعي بغزة واشتغلت معو كثير، ومن فترة طويلة وهو يعرض عليي ارجع اشتغل بفريقو..
- مو بالعادة تروحي ع جنيف مشان العقد؟
- اي بس هاد مدير فرع باريس..
- اها، طيب..وشو مشان مطر؟
- شو مشانها؟!! ليكا شهرين ما عم تحاكيني..
- بس بظل في امل انو ترجعو لبعض، ازا رحتي يعني انفصال لا رجعة فيه..
- مو مني..ساويت كل شي باقدر عليه، بس هي ما عم تعرف كيف تطلع..لساتا متخبية وبدا ياني ظل انطر..لكان لشو انا اعترفت لاهلي وصار اللي صار، مشان ظل اتخبى طول حياتي!!
- معك حق حبيبي، بس هيك رح تتركي مجال لهديك السئيلة..يعني عم تستسلمي..
- مو انا اللي ظل تستنى وحبيبتها مع حدا ثاني..
- طيب نيسو، المهم تكوني متأكدة من قرارك..
- متأكدة كثير، المهم ارجع سوريا..
- يا الله..مو مصدقة منوب..
ابتسمت لها وأخذت قضمة من البيتزا، لتضيف دانية:
- رح تشوفي مطر قبل ما تروحي؟
- رح اعطيكي شغلة اعطيها ياها بكرا المسا، هي بتقرر ازا بدا تشوفني او لأ..
- طيب..خير انشاء الله..باجي وصلك؟
- لا، الطيارة ع اربعة الصبح..رح خلي السيارة بالمطار روحي خديها..
- طيب..
بعد ان استسلمت دانية للنوم، اخذت نيسان ورقة وقلم وراحت تكتب رسالتها الى مطر، كان باستطاعتها ان تبعتها على النث ولكنها فكرت ان تترك لها قطعة منها، من خط يدها ورائحتها عليها..تنثر لها احساسها على الورق تراه كلما احست بحاجة الى ذلك..

"حبيبي..

يا احلى حب مرق بحياتي..كنت باتمنى عيش حدك عمر بحالو بس للاسف ما عم تكمل معي..لسا لحد ها اللحظة عم احلم انو نرجع لبعض ومو بس لحد ها اللحظة، رح ظل ع طول حتى لو مو هون وحتى لو بابعد نقطة بالعالم..نرجع نكفي اللي بلشنا فيه ونرجع احلامنا الحلوة..انا ما بعدت الا لاني بحبك وما اجرحك اكثر، انا تورطت فيكي للغرق..بدي ع طول تتزكريني ها البنت المجنون اللي قادرة تعمل مشانك اي شي..تركض كل يوم بس لتشوفك..تدعسيا بسيارتك وتقلك انسي القصة..تروح ع السيرك اللي ما بتحبو او ع حفل موسيقي بس لتكون جمبك..تغنيلك..وااااه من انو تغنيلك..بدي تتزكريني ع طول وانا عم غني نحنا والقمر جيران..ويوم اللي لحقتك ع نيويورك، لا تنسي هديك الايام الحلوة اللي عشناها ونحنا نام بحضن بعض ونعشق بعض وما منشبع منوب..لك ااااخ ما بعرف كيف وصلنا لهون وكان حلمنا انو نعمر بيت..انا رايحة بكرا بس رح خلي قلبي عندك..رح استناكي تجي تمنعيني..وان ما صار فانا بحبك للابد..

نيسانتك..."

مطر نيسان

ظلت نيسان تجلس على حالها تراقب انهمار المطر، لطالما حلمت بالرقص تحت زخاته ولكنها لم تجرؤ يوما بل ظلت على مدى سنوات تراقبه في حالة من الخشوع تتخيل أنها تفعل ذلك..توقف فجأة فأعادتها كآبة رحيله إلى الواقع لتتفقد ساعتها التي تشير إلى الواحدة ليلا، استغربت الأمر ولم تفهم كيف مر الوقت دون أن تحس به، هكذا هي بسقوط المطر تنفصل روحها عن الجسد وتحلق في غمار جنونه..دخلت إلى غرفة نومها أخذت حقيبة من الخزانة وراحت تجمع حاجياتها..تركت البيت على حاله، كل شيء بمكانه، حتى العشاء الرومانسي الذي أمضت ساعات في إعداده تركته كما هو..ركبت سيارتها وانطلقت بها لتبدأ مرحلة لا تعرف كم هو جميل الإحساس بها، مرحلة الحرية..
على طول طريق عاودتها ذكريات السنتين الفائتتين بحلوهما ومرهما..ابتسمت مرة وامتعضت أخرى، حاولت جاهدة أن تتحكم في عقلها وتحاول التركيز على القيادة فهي متأكدة من صحة قرارها وان ما تقوم به أحسن للجميع..
بعد ساعة وصلت إلى المطار ركنت سيارتها وجلست لبضع الوقت تتأملها وتستعيد كل اللحظات الجميلة التي عاشتها فيها ومعها..أينما وقعت عيناها رأت ذكرى، ولكل ذكرى قصة لا تنتهي..هناك مسبحة عليها صليب معلقة على المرآة، أمسكتها وظلت تبتسم والأسى يقطر من نظرة عينيها..أخذتها وخبأتها في حقيبة يدها، قررت أن تأخذها معها كما وعدت صاحبتها ذات يوم ولم تستطع أن تفي بوعدها، نظرت إلى نفسها في المرآة رأت الندب في جبينها فوق حاجبها الأيسر، ظلت تتأمله لبضع الوقت..كانت أثارها في كل مكان وأينما نظرت ولكن الأثر البالغ هو الذي لا يستطيع احد رؤيته، هو ذلك الذي في قلبها..نزلت من السيارة، أحكمت إغلاقها في انتظار أن يأتي احدهم لاسترجاعها، أخذت حقيبتها وراحت تدندن لحن "نحنا والقمر جيران" تحت المطر الذي عاود الهطول..فهي ومطر قصة عشق لا تنتهي...

يتبع...

وانا وورواياتك قصة عشق لاتنتهي تابعي ياسمين ......

يسعدني ذلك صديقتي...

النهاية..

رن هاتفها، أخذته من جيب سروالها وألقت نظرة على اسم المتصل، كانت "دانية جزائري" رعش قلبها وسرت قشعريرة بكافة أرجاء بدنها..أجابت بلهفة..
- مرحبا دانية، كيفك؟
- تمام وانتي؟
- ماشي الحال، كيفا؟ طمنيني هي منيحة؟
- اي منيحة تمام لا ينشغل بالك..بس في معي شغلة منها لإلك..
- بس انا بعيدة..
- مطر اسمعيني، لازم اعطيكي ياها هلأ..مافي وقت..قليلي وينك انا باجيكي..
أعطتها العنوان وجلست تنتظر في حيرة من امرها، ترى ماهو هذا الشيء؟؟

قبل شهرين

عادت مطر من دوامها متعبة، دخلت البيت وتوجهت مباشرة الى غرفتها..وبمجرد ان ألقت نفسها على السرير وقفت امامها روان..
- يعطيكي العافية..
- الله يعافيكي..
- اليوم رح نطلع نسهر..لا تقوليلي لأ، قلت لأمير يعمل حسابنا..
- ما فيني..
- لك ليش؟!!
- هيك مو ع بالي..
- مبلى رح تجي غصباً عنك..
- لأ ما رح اجي..شو هاد يا، كل يوم سهرات!! ما بتشبعو انتو؟
- لك صارنا اسبوع ما سهرنا..ولو..
- انا مشغولة..
قامت مطر من مكانها ودخلت الحمام لتستحم دون ان تترك لها مجالاً للكلام..
بعدما انهت حمامها خرجت متسللة الى سيارتها حتى لا تتبعها روان، واتصلت بنيسان:
- كيفك حبيبي؟
- تمام..مشتاقتلك..
- وانا كثير..
- خلصتي شغل؟
- اها..
- يعطيكي العافية..
- الله يعافيكي.. شو عندك اليوم؟
- رح شوف اخواتي..
- منيح..وين رح تلتقو؟
- لسا ما قررنا..
- طيب..
- انتي شو عندك؟
- ولا شي..رح ظل بالبيت..
- طيب عمري، انا لازم روح هلأ..
- طيب حبيبي، ديري بالك ع حالك..
- اوكي، بحبك..
- وانا بحبك موت..
كان الوضع متوتر بينهما خاصة وان فترة الثلاثة اشهر الاخيرة مرت كلها وهما تتعاركان بسبب او بدونه، رغم ان مطر تحاول دائماً اصلاح الوضع ومراضاة نيسان، لكن هذه الاخيرة غيرتها تزداد سوءاً وتضغط اكثر على مطر للحاق بها بشقتهما بباي سيتي، الا ان مطر غير قادرة على اتخاذ خطوة في الوقت الحالي بسبب تردي الوضع المادي لاسرتها حيث تساعد في اعالتهم بجانب والدها، وروان المريضة التي اصبحت مسؤولة عليها، خاصة مشاوير نقلها من والى المستشفى حيث تخضع تصفية الدم مرتين في الاسبوع بسبب اصابتها بفشل كلوي..
ظلت طوال المساء تجلس في غرفتها وروان تأتي وتذهب كل مرة لتحاول اقناعها بالسهر خارجاً الا انها ساكتة لا ترد حتى على ثرثرتها الى ان جاء اخاها امير..
- شو مطر؟؟ قالتلي روان انك مو رايحة؟
- اي مو ع بالي..تعبانة شوي..
- مو ع بالك او تعبانة؟
- ثنيناتن..
- لك بلا سئالتك انا حجزت وعملت حسابك، رح تطلعي يعني رح تطلعي..
- لا...
- مافي..قومي جهزي حالك..رد مقاطعاً اياها..
لم يترك لها اخاها اي مجال للرفض، قامت غيرت ملابسها وانصاعت لهم..
******
بينما هي تجلس على حالها تنتظر قدوم دانية التي بدا لها انها استغرقت دهراً باكمله للوصول الى المستشفى الذي يبعد عن البيت حوالي مسافة ساعة من الزمن..رن هاتفها لتجدها هي:
- هاي داني، وين صرتي؟
- انا هو بالمدخل فيكي تنزلي؟
- انتي تعي للطابق الثالث رح تلاقيني عند الاسانسير، لاني مع روان ما فيني اتركا..
- طيب..
بعد دقائق فتح باب المصعد وخرجت منه دانية بوجه شاحب وانفاس لاهثة..
- مرحبا..
- اسفة تعبتك معي..
- لا ولا يهمك..
- طيب شوفي؟
- نيسان مسافرة، لازم تلحقيا..
- لوين؟
- لسوريا..
- نعم!!
- مثل ما سمعتي..رح تطلع اليوم ع وحدة بالليل لباريس ومن هيك رح تروح مع طاقم أطباء بلا حدود فمهمة إنقاذ وإغاثة..
اصفر لون مطر التي احسب بدوار شديد وان رجلاها لا تقويان على حملها..القت بنفسها على كرسي الانتظار ورائها وراحت تسترد انفاسها لتضيف دانية وهي تجلس الى جوارها:
- مطر انتي بس اللي رح تقدري تمنعيا، عطتني هاد مشانك..اخرجت الظرف ومدته اليها..
فتحته مطر وراحت تقرا ودموعها تتساقط:

"حبيبي..

يا احلى حب مرق بحياتي..كنت باتمنى عيش حدك عمر بحالو بس للاسف ما عم تكمل معي..لسا لحد ها اللحظة عم احلم انو نرجع لبعض ومو بس لحد ها اللحظة، رح ظل ع طول حتى لو مو هون وحتى لو بابعد نقطة بالعالم..نرجع نكفي اللي بلشنا فيه ونرجع احلامنا الحلوة..انا ما بعدت الا لاني بحبك وما اجرحك اكثر، انا تورطت فيكي للغرق..بدي ع طول تتزكريني ها البنت المجنون اللي قادرة تعمل مشانك اي شي..تركض كل يوم بس لتشوفك..تدعسيا بسيارتك وتقلك انسي القصة..تروح ع السيرك اللي ما بتحبو او ع حفل موسيقي بس لتكون جمبك..تغنيلك..وااااه من انو تغنيلك..بدي تتزكريني ع طول وانا عم غني نحنا والقمر جيران..ويوم اللي لحقتك ع نيويورك، لا تنسي هديك الايام الحلوة اللي عشناها ونحنا نام بحضن بعض ونعشق بعض وما منشبع منوب..لك ااااخ ما بعرف كيف وصلنا لهون وكان حلمنا انو نعمر بيت..انا رايحة بكرا بس رح خلي قلبي عندك..رح استناكي تجي تمنعيني..وان ما صار فانا بحبك للابد..

نيسانتك..."

- الساعة صارت تسعة وبدي شي ثلاث ساعات لوصل عندا، ما رح لحقا..
- جوالك كان مسكر طول اليوم، بالزور لقدرت احكيكي..بس معلش طلعي ع المطار رح يكون اسهل..
- اي هو هيك..همت بالذهاب ثم استدارت لدانية..
- بليز فيكي ظلي مع روان وترجعيا معك ع البيت بس تخلص؟
- اي من عيوني انتي بس روحي..
خرجت مطر من المستشفى، ركبت سيارتها وانطلقت بها..

قبل شهرين

بمجرد ان دخلت مطر الى الميترو وجدت نيسان ودانية تجلسان في احدى الطاولات، كانت روان تمشي الى جانبها وتحدثها بشيء لم تسمعه ولم تفهمه بمجرد ان رمقتها نيسان بتلك النظرة الثاقبة، كانت تعرف ان الامسية لن تمر على خير..
- روان، استني شوي رح سلم ع رفقاتي وارجعلك..
- طيب..
تقدمت من الطاولة التي تجلسان عليها سحبت كرسيا وحيتهما، استدارت الى نيسان التي لم ترد التحية وهمست لها لتقوم دانية الى البار تاركة لهما متسع من الحرية..
- حبيبي شو اشتقتلك انا..
- اها..
- شبك؟
- ولا شي..
- طيب ليش عم تحاكيني هيك؟
- مو مشان شي..
- لك شبك!! ازا في شي احكيه مباشرة ما بحب تحكيني بها لبرود..
- مو قلتيلي انك رح ظلي بالبيت؟!!
- اصر عليي امير وما قدرت ارفض..
- منيح كثير..
- بففففف...
- انا لو بظل عم صر مية سنة ما رح يفرق شي..
- شو عم تحكي؟!!
- بليز روحي ما بدي خانقك..
- عم تمشيني؟!!
- لأ..بس بدي حل لها الوضع ما بتحمل شوفك معا...ما بتحممممممل..
- لك بليز ارحميني..عم اتعرض لضغط كبير..لا تزيديا عليي..
- اي طيب روحي لعندا اكيد مريحتك هي ع الاخر..
رمقتهها بنظرة كلها اسى وقامت لتلتحق بروان وأخيها وأصدقائه حيث قامت نيسان لتعزف أغنية لمطر لم تكن تعرف انها الاخير..

بلا ولا شي..
بحبك
بلا ولا شي..
ولا في بها الحب مصاري
ولا ممكن في ليرات
ولا ممكن في اراضي
ولا في مجوهرات
تعي نقعد بالفي
مش لحدا ها الفي
حبيني وفكري شوي
بلا ولا شي
وحدك
بلا ولا شي
بلا كل انواع ثيابك
بلا كل شي فيه تزيين
بلا كل اصحاب اصحابك
السئلا والمهضومين
تعا نقعد بالفي
مش لحدا ها الفي
حبيني وفكري شوي
بلا جوقة امك بيك
ورموش ومسكارا
بلا ما نسوان تحيك
بلا كل ها المسخرة
تعي نقعد بالفي
مش لحدا ها الفي
حبيني وفكري شوي
بلا ولا شي...

قامت نيسان من على البيانو وجلست على البار وراحت تشرب الكأس بعد الأخرى إلى أن أصبحت غير قادرة على الوقوف، اما مطر فكانت تحترق داخلياً وعيناها تلمع بالدموع التي تكابر حتى لا تدعها تنزل وتفضحها أمام كل الحاضرين، عادت الى البيت محطمة لرؤية نيسان على تلك الحال وللطريقة التي كلمتها بها..بكت بحرقة الى صباح اليوم الموالي وقررت انه ان لم يكن بوسعها ان تكون معها فالبعد عنها أحسن..يكفيهما وجعاً..
********
قادت الطريق الى البيت اولا، جمعت بعض الاغراض والثياب في حقيبة..كانت لا تعرف ما الذي تقومه به ولكنها تتبع حدسها، اتصلت على هاتف نيسان لكنه مغلق، عادت لتقود الى المطار حيث وصلت في حدود منتصف الليل، دخلت الى البهو وجلست تراقب الباب في انتظار مجيئها..
بعد ساعتين احستهما مطر دهراً باكمله، رأتها تدخل وتتوجه الى احدى الشاشات، تبعتها وبمجرد ان اصبحت خلفها مباشرة كلمتها:
- لوين؟
تجمدت الدماء في عروق نيسان التي اغمضت عينيها وبقيت لثانيتين تستعيد انفاسها، ثم استدارت واجابتها:
- اكيد بتعرفي..
- بس انتي وعدتيني انو رح نرجع مع بعض..
- تغيرت الظروف، وما عاد ممكن اوفي بوعدي..
- لا تروحي..
- ما فيني..
- بليز..
اقترتب مطر منها، امسكت يدها ونظرة التوسل بعينيها..
- كرمال ها لعيون وها النظرة بساوي المستحيل بس ما فيني ارجع شوفك معا وظلي بعيدة عني..
- ما رح ظل بعيدة..اخرجت مطر ورقة ومدتها اليها..
لتقرأ نيسان قرار بالتحويل الى باي سيتي في ظرف اسبوعين، لتضيف مطر:
- رح اعترف لأهلي كمان..وبظل معك للابد..جبتي غراضي معي رح ارجع معك ع بيتنا..بعرف انو الشغلة مو سهلة بس انتي رح تساعديني..اوكي حبيبي؟ مافي روحة..رح ظلي معي..
احتضنتها بقوة الى قلبها ونيسان بالممقابل شدتها اليها وراحت تقبلها بقوة وتشم رائحتها..خرجتا من المطار كلهما امل بغدٍ افضل..

انتهت...
سكيكدة، جويلية 2014..

هذه الرواية كتبت لمن احببتها بقدر الجنون...اعطيتها من حبي وسكبت فيها روحي وغرقت فيها حتى التشتت والاندثار...مطر نيسان ليست رواية وانما قطعة من قلبي...

اتمنى ان تكونوا قد استمعتم بالقراءة وشكرا لمرور الجميع..

ياسمين..